ظهور نادر لسلالة SAT1 من الحمى القلاعية يثير القلق في العراق والمنطقة

في إنذار إقليمي يثير القلق بين الحكومات والمزارعين، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) اكتشاف سلالة جديدة من فيروس الحمى القلاعية (SAT1) في العراق والبحرين، في سابقة غير معتادة لمنطقة الشرق الأدنى وغرب أوراسيا. هذا التطور دفع الفاو لدعوة فورية لـ”اتخاذ تدابير عاجلة للكشف المبكر وتعزيز الأمن البيولوجي“.
“هذا النمط المصلي SAT1 غريب على منطقتي الشرق الأدنى وغرب أوراسيا… مما يثير مخاوف جدية بشأن انتشاره المحتمل” — منظمة الفاو.
🌍 السياق الإقليمي والأوروبي
تأتي هذه التطورات في ظل تفشٍ للحمى القلاعية عادت إلى أوروبا بعد فترة طويلة، إذ سجّلت ألمانيا ومجر وسلوفاكيا حوادث تفشٍ منذ يناير 2025، ما دفع بريطانيا لفرض حظر على اللحوم من البلدان المتأثرة .
“في أوروبا تم اكتشاف تفشٍ في ألمانيا في يناير 2025، قبل أن تعلن خلوها من المرض، ولكن تفشيات أخرى ظهرت في المجر وسلوفاكيا…” — “الفاو”.
وبالإضافة لذلك، أعلنت الكويت عن اكتشاف إصابات أيضًا، مما يرفع عدد الدول المتأثرة إلى 3.
أقرأ أيضاً: الحمى القلاعية: التهديد العابر للحدود لعالم الثروة الحيوانية
🐂 التفاصيل من داخل العراق
رغم الاستهداف الإعلامي والسياسي للحوادث، يؤكد الخبراء أن المرض مستوطن في العراق منذ عشرات السنين، ويظهر بين الحين والآخر.
“الحمى القلاعية تُعد من الأمراض المتوطنة في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وتنشط كل 4 إلى 5 سنوات…” — محمد الخزاعي، وزارة الزراعة العراقية.
على أرض الواقع، سجّلت وفاة أكثر من 650 ماشية (إحصائيات أولية) في 4 مناطق بمحافظات بغداد، بينما بدأ تكثيف إجراءات الحجر الصحي والتطعيم.
“تم تشكيل لجنة تحقيق ضمت مختصين بيطريين… ونفّذت الوزارة حملات رش الحظائر ومنعت نقل الحيوانات بين المحافظات لمدة 14 يومًا” — مصدر مسؤول في وزارة الزراعة.
💡 مخاطر اقتصادية وأولوية الأمن الحيوي
تشير تقديرات الفاو إلى أن الخسائر السنوية العالمية المباشرة وتكاليف التطعيم تفوق 21 مليار دولار، مع تأثير كبير على إنتاج الحليب واللحوم:
“الخسائر الاقتصادية كبيرة… تقدر بنحو 21 مليار دولار سنويًا” — منظمة الفاو.
المرض لا يؤثر على الإنسان، لكنه يهدد الأمن الغذائي ويؤثر على دخل المربين، خصوصًا في المجتمعات الريفية.
🛡️ الإجراءات المطلوبة ونداء عاجل
دعت الزراعة اليوم إلى تعزيز الأمن البيولوجي، والفحص عند الحدود، ووضع خطط استجابة سريعة لمراقبة نشاط SAT1، خاصة مع وجود أولوية لتحديث اللقاحات بناء على التحاليل المعملية الجديدة.
“قامت الدول بأخذ عينات، وتعقيم الحظائر، وفرضت قيود حركة الحيوانات… ومن المتوقع إحراز تقدم قريب باختيار اللقاح المناسب” — خالد شلاش، ممثل الفاو في العراق.
🧾 الخاتمة
إن ظهور سلالة SAT1 من الحمى القلاعية في العراق والبحرين يُعد ناقوس خطر إقليمي، وقد يصبح بوابة لانتقال المرض إلى دول أخرى في حال اهتزاز إجراءات التفتيش والتطهير. ولحماية الثروة الحيوانية والأمن الغذائي، من الضروري:
- تكثيف التحصين باستخدام لقاحات حديثة مخصصة.
- تشديد الرقابة البيطرية على الحدود والحظائر.
- تنمية قدرات التحاليل المعملية وتفحص العينات الجينية.
- تنسيق إقليمي لمشاركة البيانات والخبرات.
- نشر الوعي بين المربين بأهمية سرعة الإبلاغ والإبلاغ المبكر.