تربية ورعاية الجراء والهرر الايتام (1)


قد يواجه البعض موقفًا يستلزم تربية الجراء والهرر حديثي الولادة بشكل يدوي، وذلك لأسباب مختلفة، من أبرزها وفاة الأم أو إصابتها بمرض يمنعها من الرضاعة، مثل التهاب الضرع أو ضعفها الشديد. في بعض الحالات، ترفض الأم إرضاع صغارها، أو يكون النسل متفاوت الأحجام، مما يجعل بعض الصغار غير قادرين على المنافسة للحصول على الغذاء، وبالتالي يصبح التدخل البشري ضروريًا لضمان بقائهم على قيد الحياة.

التحديات التي تواجه الجراء والهرر اليتامى

تعد هذه الصغار أكثر عرضة للموت، حيث تكون فرص نجاتها ضعيفة إذا لم تتوفر لها الرعاية الكافية. ومن أبرز المخاطر التي تواجهها:

  • ضعف المناعة: بسبب عدم حصولها على الأجسام المناعية الموجودة في لبن الأم (السرسوب)، ما يجعلها أكثر عرضة للأمراض.
  • عدم القدرة على تنظيم حرارة الجسم: فهي تعتمد بالكامل على البيئة المحيطة للحفاظ على الدفء.
  • نقص التغذية: ما قد يؤدي إلى مشكلات في النمو وضعف عام.

إجراءات الرعاية الأولية

  1. الفحص الطبي: يجب أن تخضع الجراء أو الهرر لفحص بيطري شامل للتحقق من سلامتها وسلامة الأم إن وجدت. ينبغي التأكد من عدم وجود التهابات أو نقص في الكالسيوم لدى الأم، لأن ذلك قد يكون سببًا في رفضها للرضاعة. كما يجب فحص الصغار لاحتمالية وجود مشكلات صحية مثل انخفاض حرارة الجسم أو نقص السكر في الدم أو تشوهات خلقية.
  2. مراقبة السلوك والنوم: تنام الجراء والهرر حديثي الولادة حوالي 90% من الوقت خلال أول أسبوعين، وإذا لاحظت أي تغير في هذا النمط، فقد يكون هناك مشكلة صحية تحتاج إلى التدخل.
  3. تطبيق معايير النظافة: يجب غسل اليدين جيدًا بالمطهرات قبل التعامل مع الصغار، ويفضل أن يقتصر التعامل معهم على شخص أو شخصين فقط لتقليل فرص نقل العدوى.
  4. تجنب الخروج في الأيام الأولى: من الأفضل إبقاء الجراء والهرر داخل المنزل خلال الأسابيع الأولى من حياتها.  

سيكون أمامنا إختيار من ثلاثة: إما إيجاد أم بديله أو إيداعهم في أحد العيادات والمستشفيات البيطرية المتخصصة لذلك، أو نقوم بتربيتهم بأنفسنا تربية يدوية.

سوف أقوم بتغطية هذا الموضوع الهام في ثلاثة مقالات، مشتملة على المبادئ الأساسية الأربعة لتربية الهرر والجراء اليتيمة في المنزل تربية يدوية Hand Rearing، وهي:-

  1. التحكم البيئي وتوفير البيئة المناسبة لهم (مثل درجة الحرارة والفراش)
  2. التغذية
  3. التحفيز للإخراج ومراقبة النمو
  4. التنشئة الإجتماعية

1. تحكم بيئي Environmental Control

تحتاج صغار الجراء والهرر الأيتام إلى صندوق تعشيش nesting box جاف ودافئ وبعيد عن التيارات الهوائية ومريح، ويجب أن تكون جوانبه طويلة بما يكفي حتى لا يتمكن الصغار من الخروج منه ويتعرضوا للبرد أو الإصابات.

يجب أن يكون صندوق التعشيش سهل التنظيف، مع تجنب أن تكون المادة المصنوعه منه من مادة الإستانليس ستيل، فعلى الرغم من إنها سهلة التنظيف ومقاومة للصداً، إلا إنها قد تسبب البرد لحديثي الولادة إذا ما لامسها.

من الممكن أن نستخدم الصناديق الكارتون لأن لها القدرة على إمتصاص الرطوبه، ولكن يجب مراعاة التهوية بعمل قتحات تهوية اعلاها مع التنظيف الجيد، وتغيير الصندوق كل يومين ثلاثه أيام.

مواصفات صندوق التعشيش (Nesting Box)

  • يجب أن يكون دافئًا، جافًا، نظيفًا، وبعيدًا عن التيارات الهوائية.
  • يفضل أن تكون جدرانه مرتفعة لمنع خروج الصغار.
  • يجب أن يكون مصنوعًا من مادة آمنة وسهلة التنظيف، مثل البلاستيك، مع وضع وسادة حرارية للحفاظ على الدفء.
  • يمكن استخدام صناديق الكرتون، لكن مع مراعاة تغييرها كل يومين إلى ثلاثة أيام لضمان النظافة.

الصناديق التي نوصي بها هي الصناديق البلاستيك المخصصة لذلك، مع وجود وساده حرارية على مستوى منخفض داخل الصندوق، وما يؤخذ على الصناديق البلاستيكية أو من عيوبها أنها مصنوعه من ماده غير ماصة، لذلك يجب توخي الحذر عند التعامل مع أي سوائل داخل الصندوق.

بعض المربيين أو أصحاب الأليف يعانون من مشاكل في الظهر ويكون من الصعب عليهم الإنحناء عدة مرات في اليوم لمتابعة الصغار، فيقوموا بوضع صندوق الرعاية او التعشيش على الطاوله أو التربيزه، فلا بأس في ذلك أبداً مع مراعاة أن لا يوضع الصندوق بالقرب من فتحات التدفئة أو مجاري التكييف.

التحكم في درجة الحرارة

حديثو الولادة غير قادرين على تنظيم درجة حرارة أجسامهم، لذا يجب توفير تدفئة مناسبة:

  • في الأسبوع الأول: 29 درجة مئوية.
  • تدريجيًا تنخفض حتى تصل إلى 21 درجة مئوية بحلول اليوم 35.
  • الرطوبة المثالية تتراوح بين 55% و65% لمنع الجفاف.

من الممكن أن نستخدم زجاجات ماء ساخنه (قربة مياه ساخنه) ملفوفة في (منشفه) فوطة ووضعها داخل الصندوق لتدفئة الصغار مع تغييرها كلما بردت، فيعمل الإنبعاث الحراري الناتج عن ذلك على التدفئة.   

بمجرد أن يبلغ عمر الجراء ½4 إلى 5 أسابيع ويكونوا أكثر قدرة على الحركة، فإن استخدام أحوض بلاستيكية أكبر شيء ضروري لحجمهم على أن تكون إحدى جوانبها أقل طولاً وتسمح لهم بالدخول والخروج (من الممكن إستخدام المسابح أو الأحواض البلاستيكية الخاصة لاسنحمام الأطفال الصغار) فهي تعمل بشكل جيد كحل للإسكان. هذه المسابح غير مكلفة وسهلة التنظيف. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون أرضية الحوض مبطنه بمواد ناعمة وممتصة وسهلة التنظيف وكثيفة بحيث تعزل الجراء أو الهرر بشكل مريح وتحافظ على الحرارة.

اختيار الأرضية المناسبة

  • يفضل استخدام الجرائد أو الأقمشة الناعمة الماصة للسوائل.
  • تجنب الأسطح الصلبة للحفاظ على راحة الصغار.
  • يجب تنظيف وتغيير الأرضية بانتظام لمنع تراكم البكتيريا.

يجب وضع حواجز حول الحوض او الصندوق حتى لا تخرج الصغار بعيداً عن المكان المجهز لها وتتعرض للبرد أو الإصابات.

يعد التحكم في درجة الحرارة البيئية أمرًا مهمًا لمجموعة متنوعة من الأسباب.

  1.  درجة حرارة الجسم الطبيعية في المستقيم في الأسبوع الأول من الحياة أقل بكثير منها في الكلاب أو القطط البالغة.
  2. لا تولد الجراء والهرر حديثي الولادة الحرارة بالحركة.
  3. لا يوجد لها رد فعل قشعري نشط (لا تقشعر/لا ترتعش) حتى عمر 6 أيام تقريبًا.
  4. تعتمد الجراء والهرر فقط على البيئة وعلى حرق الدهون البنية (brown fat) لتوليد الحرارة، في الأسبوع الأول من الحياة.
درجات الحرارة البيئية لحديثي الولادة (أضغط لإظهر الجدول)
العمر بالأيامدرجة حرارة صندوق التعشيشدرجة حرارة جسم حديثي الولاده
00 : 0729o C36.5o C : 35.5o C
08 : 2826.5o C37o C
29 : 3524o C38o C
+3521o C38o C

وسائل التدفئة الموصى بها:-

  • الدفايات الزيتية: تُعد الخيار الأكثر أمانًا وفعالية.
  • زجاجات الماء الساخن: تُلف بمنشفة وتُوضع في الصندوق، مع تغييرها باستمرار.

وسائل التدفئة غير الموصى بها:

  • المصابيح الحرارية: قد تسبب حروقًا أو جفافًا.
  • الوسائد الحرارية: قد تؤدي إلى تفاوت درجات الحرارة، مما يسبب حروقًا جلدية.

يجب أن تكون الرطوبة من 55٪ إلى 65٪، الرطوبة الأقل تسبب الجفاف وتزيد من فرص نمو البكتيريا والعدوى الثانوية، خطر الإصابة بالجفاف مرتفع عند حديثي الولادة لأن 82٪ من وزنهم عبارة عن ماء.


تقليل التوتر وتعزيز النمو الصحي:

  • ضع الجراء والهرر في بيئة هادئة بعيدًا عن الضوضاء.
    • حاول على قدر الاستطاعه ان تقلل الازعاج، فلا تضعهم في غرفه تطل على شارع تمر به سيارات بأصوات نفير او كلاكسات مزعجه، ويجب ان تنقلهم لغرفة اكثر هدوءً, أو ان تقوم بغلق النواففذ ياحكام لمنع الصوت من الوصول اليهم، كل هذا لان الصغار اليتامي يكونوا اكثر عصبيه لعدم وجود الام وأكثر توتراً، فحاول ان توفر لهم وسائل الراحة التامة حتى ينعموا بنوم هاديء للحفاظ على جهازهم المناعي وتقويته، وللحفاظ عليهم من الاصابة بالعدوى.
  • تجنب الإمساك بها بكثرة قبل بلوغها 3-4 أسابيع.
    • لان ذلك يؤدي الى زيادة مستويات التوتر لديهم بشكل كبير. ويمكن أن يكون لها آثار ضارة محتملة على التنشئة الاجتماعية في المستقبل.

أهمية النظافة والتطهير لحديثي الولادة:-

تعتبر النظافة المناسبة أمرًا حيويًا لأن الجراء والهرر لديهم مجموعة متنوعة من الحالات الهيكلية والايضية والمناعبة ، والتي على الرغم من كونها طبيعية بالنسبة لأعمارهم، إلا أنها تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، ويجب أن يكون المالك دقيقًا بشأن نظافة الفراش ومستلزمات التغذية. يجب أن يكون عدد الأفراد الذين يتعاملون مع الأيتام عند الحد الأدنى، ويجب على الجميع غسل أيديهم بشكل متكرر.

ينبغي أن نقوم بالتنظيف أولا بشكل جيد خصوصاً للمواد العضوية ثم التطهير، لان بعض المطهرات لا تعمل بكفاءة في وجود الفضلات، ويكون التنظيف المناسب من الصابون المعتدل والماء الدافئ. ويجب القيام بهذا النشاط جنبًا إلى جنب مع الإزالة المتكررة لمواد الفراش وغسلها قبل أي نشاط تطهير.

يعد الاختيار الصحيح للمطهرات أمرًا مهمًا جداً، ويجب توخي الحذر لمنعها من أن تصبح سمومًا بيئية.

حديثي الولادة لديهم جلد رقيق جدا وعبر الجلد تمتص السموم بسهولة أكبر من البالغين، بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المطهرات عبارة عن مهيجات تنفسية كبيرة بتركيزات مرتفعة. فيجب أن لا نستخدم زيوت الصنوبر والفينولات، ولا يجب الإفراط في استخدام مواد التبييض أو المطهرات الأخرى أو استخدام تركيزات عالية من هذه المنتجات، أياً من هذا قد يعرض الأطفال حديثي الولادة للخطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى