أذن الكلاب: التشريح، الوظيفة، ولماذا يُجرى قص الأذن (Ear Trimming) لبعض السلالات؟

✨ مقدمة
عندما تنظر إلى الكلاب، من أول الأشياء التي تلفت انتباهك هي الأذنان 🐶، بتنوع أشكالهما المدهش: منتصبة، متدلية، مطوية أو طويلة كستائر. لكن ما لا يعرفه كثيرون أن أذن الكلب ليست مجرد زينة، بل هي عضو حيوي له وظائف متعددة ترتبط بالتوازن، السمع، وحتى التعبير العاطفي. في بعض السلالات، تُجرى عمليات تجميلية تُعرف بـ”قص الأذن” أو Ear Cropping/Trimming، فما أصل هذه الممارسة؟ وهل هي ضرورة طبية أم مجرد تقليد جمالي؟ وماذا يحدث في التشريح الدقيق لأذن الكلب حين تُجرى هذه العملية؟ وما المزايا والمخاطر المرتبطة بها، خاصة في دولنا العربية مثل مصر؟
🧬 تشريح أذن الكلب ووظائفها
1. التركيب التشريحي للأذن
أذن الكلب تتكون من ثلاثة أجزاء:
- الأذن الخارجية: تشمل الصيوان (الجزء المرئي) والقناة السمعية الخارجية. وهي المسؤولة عن جمع الأصوات.
- الأذن الوسطى: تحتوي على عظيمات السمع (المطرقة والسندان والركاب) وتنقل الاهتزازات.
- الأذن الداخلية: تضم القوقعة (للسمع) والدُهليز والقنوات الهلالية (للتوازن).

2. حاسة السمع عند الكلاب
الكلاب تمتلك قدرة سمعية فائقة مقارنة بالإنسان، ويمكنها سماع ترددات تصل إلى 65,000 هرتز (بينما الإنسان يسمع حتى 20,000). كما أن حركتها العضلية الدقيقة في الصيوان تمكّنها من توجيه أذنيها نحو مصدر الصوت، مما يعزز قدرتها على التنبّه للمحيط.
🦴 لماذا يملك بعض الكلاب آذانًا منتصبة طبيعيًا وأخرى متدلية؟
تعود أشكال الأذن إلى الانتقاء الطبيعي والانتقاء البشري:
- الآذان المنتصبة كانت شائعة في الكلاب البرية والذئاب، لأنها تساعد على السمع الدقيق والحماية من العوامل البيئية.
- الآذان المتدلية ظهرت لاحقًا مع التدجين، نتيجة الطفرات الجينية، واعتُبرت سمة مرغوبة في بعض السلالات.
بالتالي، فإن شكل الأذن في الأصل كان انعكاسًا لوظيفة بيئية – مثل الصيد، الحراسة، أو البقاء في بيئات حارة أو باردة.
أقرأ أيضاً : أذن الكلاب: كيف يؤثر شكل أذن الكلب على صحته؟
✂️ ما هي عملية Ear Trimming ولماذا تُجرى؟
1. التعريف
قص الأذن (Ear Trimming أو Cropping) هو إجراء جراحي يُستأصل فيه جزء من صيوان الأذن، بهدف جعلها منتصبة بدلًا من أن تبقى متدلية.
2. السلالات الشائعة التي تُجرى لها
- دوبرمان
- بيتبول
- بوكسر
- كاني كورسو
- شنوزر
3. الأسباب التي دفعت البشر لهذا الإجراء تاريخيًا
- الوظيفة القتالية أو الحراسة: لتقليل فرص عض الأذن أثناء المعارك.
- تجنب التهابات الأذن: اعتقد البعض أن الأذن المنتصبة تقلل العدوى.
- المظهر “الشرس”: لتعزيز الانطباع بالقوة في الكلاب الحارسة.
لكن يجب التنويه أن معظم هذه الأسباب لم تعد قائمة في البيئات المدنية الحديثة.
⚖️ مزايا ومخاطر العملية
✅ الفوائد المحتملة
- تقليل فرصة تراكم الرطوبة والإفرازات في بعض السلالات.
- تجنّب الإصابات في الكلاب القتالية أو الحارسة.
- تحسين التهوية في بعض البيئات الحارة.
❌ الأضرار والمضاعفات
- ألم شديد ومخاطر تخدير.
- إمكانية حدوث عدوى أو نزيف بعد العملية.
- تشوه دائم إذا لم يتم قص الأذن بشكل صحيح.
- تغيّر في سلوك الكلب نتيجة الصدمة أو فقدان القدرة على التعبير.
- تعارض واضح مع أخلاقيات الرفق بالحيوان الحديثة.
الاتحاد البيطري العالمي (WVA) وجمعية الأطباء البيطريين الأمريكية (AVMA) يرفضان هذه العمليات لأغراض تجميلية بحتة.
🌍 هل هذه الممارسة مناسبة في بيئة مثل مصر؟
في الأصل، الكلاب التي يُجرى لها قص أذن نشأت في بيئات تتطلب القتال أو الحراسة القاسية أو في مناطق باردة حيث الأذن قد تتجمد. لكن في مصر:
- البيئة دافئة ورطبة في معظم المناطق، ما قد يزيد من خطر العدوى بعد العملية.
- استخدام الكلاب للحراسة أو الرفقة فقط، مما يجعل هذا التدخل غير مبرر.
- كثير من الحالات تتم على يد غير متخصصين، مما يؤدي إلى تشوهات دائمة.
🧠 وجهة نظر الطب البيطري الحديث
- العملية غير ضرورية طبيًا في 95% من الحالات.
- تُعد مخالفة لقوانين الرفق بالحيوان في العديد من الدول.
- في حال إجرائها، يجب أن تتم فقط تحت إشراف طبيب بيطري مرخّص، ولأسباب طبية واضحة.
💡 هل نحتاج إلى إعادة التفكير؟
نعم! فمع تطور الوعي بأهمية الرفق بالحيوان والسلوك الطبيعي للكلب، أصبح من الضروري إعادة النظر في مثل هذه الممارسات. فالأذن ليست فقط عضوًا سمعيًا، بل أداة تواصل مهمة تُعبّر بها الكلاب عن مشاعرها. قصها يحرمه من ذلك.