احتباس البول في القطط: الأسباب، الوقاية، والعلاج العلمي

في عالم الطب البيطري، يُعد احتباس البول عند القطط (أو الانسداد البولي – FLUTD)، وخاصة الذكور منها، من الحالات الطارئة التي تُهدد الحياة وتتطلب تدخلًا فوريًا.

هذه المشكلة ليست مجرد إزعاج عرضي، بل هي مؤشر على اضطراب عميق في الجهاز البولي قد يؤدي إلى فشل كلوي سريع ومميت إذا لم يُشخص ويُعالج في الوقت المناسب.
ولأن القطط لا تستطيع التعبير عن ألمها بالكلمات، فإن أي تغيير في سلوكها أثناء التبول، سواء تأوه، محاولات متكررة فاشلة، أو حتى انعزالها فجأة، يجب أن يُؤخذ على محمل الجد.

في هذا المقال، نقدم لك دليلًا متكاملًا لفهم الأسباب الكامنة وراء احتباس البول، وكيفية تشخيصه، وأفضل الطرق العلاجية والوقائية المبنية على بروتوكولات بيطرية حديثة، حتى تحمي قطك من هذه المأساة الصحية.


🔍 أولاً: ما هو احتباس البول في القطط؟

هو عدم قدرة القطة على التبول بشكل طبيعي بسبب انسداد في الإحليل أو القناة البولية، مما يسبب تضخم المثانة وخطر فشل كلوي. غالبًا ما يحدث عند الذكور نتيجة ضيق الإحليل لديهم.

  • المصطلحات:
    • FLUTD (Feline Lower Urinary Tract Disease): تشمل مجموعة اضطرابات.
    • Urethral obstruction: انسداد القناة البولية بشكل كامل.

❌ ثانياً: أبرز الأسباب والعوامل المؤدية

السببالتفاصيل
سدادة بولية (Plug)تراكم بلورات (مثل سترفايت) ومخاط يكوّن سدادة
حصى بولية (Uroliths)تكون حصى في المثانة تعيق التبول
التهاب المثانة مجهول السبب (FIC)مقاومة مزمنة مرتبطة بالإجهاد
تشوهات خلقية/تضيقيولد بها أو تتكوّن لاحقًا
أورام أو التهابكتل تضغط على الطريق البولي

⚠️ القطط الذكور عرضة أكثر بسبب قصر وضيق القناة البولية.

🍖 تناول اللحوم المطبوخة الكبيرة: هل هو عامل مؤثر؟

في بعض الحالات، قد يُلاحظ المربون أن احتباس البول عند قطهم الذكر حدث بعد تناوله لقطعة كبيرة من اللحم المطبوخ، مما يطرح التساؤل: هل هناك علاقة فعلية؟
والإجابة: نعم، ولكنها غير مباشرة.

تناول قطعة كبيرة من اللحم المطبوخ، خصوصًا إن كانت دسمة أو مشبعة بالملح، قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية، مثل الإمساك أو تباطؤ حركة الأمعاء. هذا بدوره قد يُسبب ضغطًا إضافيًا على الحوض والمثانة، مما قد يُصعّب على القط التبول، خاصةً إذا كان لديه قابلية سابقة لاضطرابات المسالك البولية.

بالإضافة إلى ذلك، الدهون والبروتين الحيواني الزائد قد يؤديان إلى تغيرات في درجة حموضة البول، وزيادة فرص تكون البلورات البولية مثل “ستروفيت” أو “أوكسالات الكالسيوم”.
أما الملح المضاف للطعام البشري، فهو أحد العوامل التي قد تُسرع فقدان السوائل وتُفاقم خطر الجفاف وزيادة تركيز البول.

🔬 لذلك، يُنصح بعدم تقديم الأطعمة البشرية المطبوخة بشكل عشوائي للقطط، وخاصةً الذكور، والاعتماد على نظام غذائي متوازن مصمم خصيصًا لصحة المسالك البولية.


😿 ثالثًا: الأعراض السريرية

  • فشل في التبول مع تكرار التوجه للصندوق بدون إفراز بول
  • بطن منتفخ وصلب
  • فرط نشاط – نباح صغير (ميواء) – صعوبة بالحركة
  • بلّ وفرط للعاب
  • تقيؤ، فقدان شهية، خمول
  • في الحالات المتقدمة: حمى أو هبوط مفاجئ

🛠 رابعًا: خطوات التشخيص

  1. الفحص السريري: مراقبة المثانة التي تكون ممتلئة وصلبة
  2. فحص الدم والمزرعة: تقييم وظائف الكلى، أملاح الدم (مثل البوتاسيوم)
  3. تحليل البول: للكشف عن البلورات والعدوى
  4. الأشعة – السونار: لتحديد الحصى أو تضخم الجهاز البولي

🩺 خامسًا: طرق العلاج الطارئة

  1. تثبيت الحالة:
    • السوائل الوريدية لتعويض الجفاف وتنظيم الأملاح
    • معالجة فرط بوتاسيوم الدم بالحُقن (كالسيوم جلوكونات/إنسولين+دكستروز)
    • مسكنات مثل البوبرينورفين أو الجابابنتين 
  2. إزالة الانسداد:
    • قسطرة القناة البولية بلطف وتدفق بالمحلول الملحي
    • استئصال الكتلة أو الحصى بالجراحة (cystotomy) عند الحاجة
    • فتحة دائمة بالقناة البولية (Perineal urethrostomy) في حالات مزمنة
  3. العناية اللاحقة:
    • استمرار القسطرة 1–3 أيام مع المراقبة
    • تعديل السوائل والأدوية حسب الإخراج وصورة الدم
    • تحليل بول بعد الإزالة لتفادي العدوى

🧬 سادسًا: الوقاية طويلة الأمد

✅ التغذية:

  • نظام غذائي مبلّل أو غذاء خاص يقلل الأملاح (مثل ستروايت)
  • زيادة الماء (نافورة ماء، صحون متعددة) 

✅ البيئة والتقليل من التوتر:

  • تطبيق MEMO: أماكن هادئة، صناديق متعددة بعيدة عن الضوضاء
  • اللعب، التحفيز، الروائح المهدئة (مثل فيلاوي) 

✅ الأدوية:

  • مسكنات مضادة للالتهاب (ملوكسيكام) 
  • مضادات التشنج (برازوين) 
  • جابابنتين أو البوبرينورفين للحالات القلق – الألم 

✅ المتابعة الدورية:

  • مراجعة سكر الدم، تحليل بول، صورة دم ربع سنوية
  • مراقبة نبرة القطة وعيّناتها

احتباس البول لدى القطط حالة طارئة تتطلب التشخيص المبكر والعلاج العاجل.

الوقاية تجمع بين التغذية الصحية، تخفيف التوتر، والمراقبة المستمرة.

بتطبيق البروتوكولات البيطرية، يمكنك تجنب تجربة مؤلمة والقضاء على الأزمة قبل أن تتفاقم.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى