طريقة ذبح الأبقار في مصر القديمة: الطقوس، الأجزاء المفضلة، والقرابين للمعابد

في الحضارة المصرية القديمة، كانت الأبقار تُعتبر رمزًا للخصوبة، الأمومة، والحياة. لم يكن ذبح الأبقار مجرد فعل يومي لتوفير الغذاء؛ بل كان جزءًا من الطقوس الدينية والثقافية العميقة.
كيف كان المصريون القدماء يذبحون الأبقار؟ وما هي الأجزاء التي كانوا يعتبرونها الأفضل للأكل؟ وماذا كانوا يقدمون كقربان للمعابد أو كتبرعات دينية؟ دعونا نستكشف هذا الموضوع بتفصيل دقيق مستند إلى النصوص والنقوش التاريخية.
1. طريقة ذبح الأبقار عند المصري القديم
الفحص الدقيق قبل الذبح:
- الإجراءات الصحية:
- كان الكهنة يرسلون مفتشين إلى مربي الماشية لفحص كل حيوان بدقة.
- يتم فحص الحيوان وهو واقف ونائم، مع سحب اللسان للتأكد من سلامته.
- يتم التأكد من أن شعر الذيل ينمو بشكل صحي، مما يشير إلى قوة الحيوان وصحته.
- إذا اجتاز الفحص، يتم وضع حبل حول قرنيه وختمه بطين كدليل على صلاحيته للذبح.
اقتباس:
“المعابد كانت ترسل كهنة لمراقبة صحة الحيوانات قبل الذبح.” – شاكر، دراسة عن الحياة اليومية في مصر القديمة.
الطقوس المرتبطة بالذبح:
- الذبح كعمل ديني:
- كان الذبح يتم تحت إشراف الكهنة في المعابد أو في أماكن مخصصة لذلك.
- قبل الذبح، كان يتم تقديم الطعام والماء للحيوان، وربط عينيه بقطعة قماش حتى لا يرى السكين، مما يعكس الرفق بالحيوان.
- يتم الذبح باستخدام السكاكين الحادة أو السيوف، ويتم ذلك بطريقة سريعة لتجنب معاناة الحيوان.
- الجرس على رقبة الذبيحة:
- كان يتم وضع جرس على رقبة الحيوان المخصص للذبح ليعلم الناس أنه سيقدم قربانًا للإله.
- الجرس كان أيضًا وسيلة لإعلام الفقراء بوجود أضحية، مما يتيح لهم الذهاب إلى المعبد للحصول على قدر من اللحم.
تفسير رمزي:
“الجرس كان رمزًا للإعلان عن القرابين وإظهار احترام المجتمع للآلهة.” – شاكر، دراسة عن الطقوس الدينية.

النصوص الدينية أثناء الذبح:
- الترانيم والتسابيح:
- كان المصريون يتلون نصوصًا دينية قبل وأثناء الذبح.
- العبارة الشهيرة التي كانت تُقال قبل الذبح: “باسم الإله العظيم ليتقبلها الآله من عبده.”
- أثناء الذبح، كان كاهن يصب الماء المقدس على الذبيحة لتطهيرها، بينما يقوم كاهن آخر بتلاوة الطقوس المقدسة من بردية تحتوي على الترانيم.
اقتباس:
“المصريون القدماء كانوا يتلون تسابيح وصلوات أثناء الذبح لتكريم الآلهة.” – شاكر، دراسة عن الطقوس الدينية.

2. الأجزاء المفضلة للأكل
الأجزاء الأكثر قيمة:
- اللحم الطرى:
كان اللحم الطرى مثل الفخذين والصدر هو الأكثر طلبًا وتقديرًا في مصر القديمة.- الفخذين كان يُعتبران الجزء الأفضل بسبب حجمهما الكبير واحتوائهما على نسبة عالية من اللحم.
- الصدر كان أيضًا محبوبًا بسبب قابلية تحضيره بطرق متعددة.
- الكبد والقلب:
- الكبد كان يُعتبر من الأجزاء الغنية بالنكهة والقيمة الغذائية.
- القلب كان يُعتبر رمزًا للقوة والحياة، وكان يتم تقديمه في بعض الطقوس الخاصة.
- اللحوم المشوية:
- كانت اللحوم المشوية هي الطريقة المفضلة لتحضير الطعام، خاصة في المناسبات الدينية.
الجزء الذي لا يؤكل:
- الدماغ والأمعاء:
- الدماغ كان نادرًا ما يُؤكل بسبب صعوبة استخراجه.
- الأمعاء كانت تُستخدم غالبًا في صنع السجق أو تُقدم كقربان.
3. القرابين والتبرعات للمعابد
الجزء المخصص للقرابين:
- الفخذين والرقبة:
- كان الفخذين هما الجزء الرئيسي الذي يُقدم كقربان للآلهة.
- الرقبة أيضًا كانت تُقدم كرمز للخضوع والطاعة.
- الرأس:
- الرأس كان يُعتبر رمزًا للقوة، وكان يُقدم في الطقوس الخاصة بالإله حورس أو الإلهة حتحور.
التبرعات للمعابد:
- الدهن والجلد:
- الدهن كان يُستخدم في صنع الزيوت المقدسة التي تُستخدم في الطقوس.
- الجلد كان يُستخدم في صنع الملابس أو الأحزمة للكهنة.
- اللحوم المجففة:
- كانت اللحوم تُجفف وتُحفظ لفترات طويلة لتُستخدم كتبرعات للمعابد.
اقتباس:
“التبرعات باللحوم للمعابد كانت جزءًا من التقاليد الدينية التي تعكس الاحترام للآلهة.” – زاهي حواس، كتاب “الحضارة المصرية: رموز وأسرار” (2006).

4. استخدام اللحوم في الحياة اليومية
اللحوم كغذاء يومي:
- رغم أن اللحوم كانت مهمة، إلا أنها لم تكن متاحة بشكل يومي للجميع.
- كانت تُقدم في المناسبات الخاصة مثل الأعياد أو الاحتفالات الدينية.
- الفقراء كانوا يعتمدون أكثر على الأسماك والدواجن.
اللحوم في الجنائز:
- في المقابر، كانت اللحوم تُقدم كطعام للمتوفى في الحياة الآخرة.
- تم العثور على رسومات ونصوص تشير إلى تقديم اللحوم كجزء من “وجبة الموتى”.
5. العلاقة بين الأبقار والدين
الإلهة حتحور:
- الأبقار كانت مرتبطة بالربة حتحور، التي كانت تُمثل الأمومة والخصوبة.
- تقديم اللحوم كان يُعتبر شكلًا من أشكال التقرب إلى هذه الإلهة.
الإله آبيس:
- الثور آبيس كان يُعتبر تجسيدًا للرب بتاح، وكان يُعبد في مدينة منف.
- عندما يموت الثور آبيس، كان يتم تحنيطه ودفنه بمراسم دينية خاصة.





6. الخلاصة: الذبح والقرابين… رمز للتقرب إلى الآلهة
ذبح الأبقار في مصر القديمة لم يكن مجرد عمل يومي؛ بل كان جزءًا من الطقوس الدينية والثقافية العميقة. من خلال تقسيم اللحوم إلى أجزاء محددة، كان المصريون يعبرون عن احترامهم للحيوان وتقربهم إلى الآلهة. حتى اليوم، تظل هذه الطقوس شاهدة على عمق الروحانية والثقافة في الحضارة المصرية القديمة.