القطة وهل من طبيعتها الغدر؟

“القطة تغدر بصاحبها”، “عينها مراوغة”، “تأكل أبناءها”… عبارات ترددت كثيرًا على ألسنة الناس، حتى باتت القطة متهمة بالغدر منذ قرون!
لكن، هل هذا حقيقي؟ وهل الغدر من طبع القطط فعلًا؟
لفهم الحقيقة، علينا أن نفهم القطة كما هي: حيوان مستقل، ذكي، وحساس. كثير من الأفعال التي تفسرها العقول البشرية على أنها “غدر”، ما هي إلا سلوكيات طبيعية ناتجة عن فطرة القطط وغرائزها.

في هذا المقال، نفتح الملف دون تحامل، ونفكك الأسطورة ونكشف كيف ينشأ هذا التصور، وما يقوله العلم والسلوك الحيواني عن هذا الاتهام.


🧠 القطط كائنات مستقلة لا غدارة:

الغدر صفة إنسانية، ترتبط بالمكر والخداع وسوء النية.
أما القطة، فهي تتصرف وفق فطرتها وغرائز البقاء، وليست قادرة على اتخاذ قرار بغدر مقصود.

  • عندما تهرب فجأة أو تخدش أحدًا، فهي تحمي نفسها.
  • عندما ترفض اللعب أو تنسحب بهدوء، فهي تحتاج مساحتها الخاصة.
  • عندما تهاجم فجأة، قد تكون خائفة أو متألمة.

أي من هذه التصرفات لا يحمل نية مبيتة، بل هو استجابة طبيعية.


🐱 لماذا يرى البعض القطة ككائن غادر؟

  1. استقلاليتها الشديدة:
    القطة ليست كلبًا، لا تلهث حبًا، ولا تنفذ الأوامر. استقلالها يُفهم خطأ على أنه “برود” أو “نكران للجميل”.
  2. نظرتها الثابتة:
    عيون القطط ثابتة وواسعة، وهو ما يوحي للبعض بدهاء أو خبث، لكن علميًا هذه ميزة بصرية للرؤية الليلية.
  3. سلوك القنص المفاجئ أثناء اللعب:
    القطط تمارس الصيد حتى وهي تلعب، وتُظهر “الهجوم” كجزء من غرائزها، ما يُفهم على أنه غدر.
  4. قصص متوارثة:
    في ثقافات قديمة، رُبطت القطط بالسحر والشر، مما عزز النظرة السلبية لها في الموروث الشعبي.

🐾 متى تصبح القطة خطرة فعلًا؟

ليست القطة خطرة بطبعها، لكنها قد تكون كذلك في بعض الحالات:

  • إذا كانت مريضة أو مصابة بألم.
  • إذا تم استفزازها أو ضربها.
  • إذا شعرت بتهديد لأبنائها.

وهنا يأتي دور المربي في فهم لغة جسدها، وتوفير بيئة آمنة ومريحة.


القطة كائن حساس ومستقل، لا تعرف الغدر، بل تعرف حدودها.
افهمها على حقيقتها، وستكتشف مخلوقًا مخلصًا، مليئًا بالدفء والمشاعر، لكن بلغته الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى