حمى الببغاء (Psittacosis): القاتل المحترف في عالم طيور الزينة

في عالم طيور الزينة، حيث الألوان الزاهية والأصوات العذبة، يكمن خطر صحي قد لا يُدركه الكثيرون: حمى الببغاء أو ما يُعرف بـداء الطيور (Psittacosis). هذا المرض البكتيري الخطير لا يهدد صحة الطيور فحسب، بل يمتد خطره ليشمل الإنسان أيضًا، مما يجعله من الأمراض المشتركة (Zoonosis).

تُسبب هذا المرض بكتيريا Chlamydia psittaci، والتي تنتقل عبر الغبار الملوث من فضلات الطيور أو الإفرازات التنفسية. وعلى الرغم من أن جميع الطيور قد تكون عرضة للإصابة، إلا أن الببغاوات والكناري والحمام تُعد من أكثر الأنواع تعرضًا للعدوى.


ما هي حمى الببغاء؟

حمى الببغاء هي عدوى بكتيرية تُصيب الطيور وتنتقل إلى الإنسان، تُعرف أيضًا باسم داء الطيور أو الكلاميديا الطيرية. تُسببها بكتيريا Chlamydia psittaci، وتُعد من الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية جسيمة إذا لم تُعالج بالشكل المناسب.


طرق انتقال العدوى

تنتقل العدوى من الطيور إلى الإنسان عبر عدة طرق:

  1. استنشاق الغبار الملوث: عند تنظيف الأقفاص أو التعامل مع فضلات الطيور، قد يتم استنشاق الغبار الحامل للبكتيريا.
  2. الاتصال المباشر: التعامل مع طيور مصابة دون استخدام وسائل الحماية المناسبة.
  3. البيئات المزدحمة: تكدس الطيور في أماكن ضيقة وسيئة التهوية يزيد من احتمالية انتشار العدوى.

أعراض المرض في الطيور

تظهر على الطيور المصابة بحمى الببغاء عدة أعراض، منها:

  • خمول وفقدان الشهية: تلاحظ قلة النشاط والحركة.
  • إفرازات أنفية وعينية: تكون واضحة ومستمرة.
  • ضيق في التنفس: فتح المنقار أثناء التنفس وحركات ذيل متزامنة.
  • إسهال أخضر مائي: علامة شائعة للإصابة.
  • فقدان الوزن وتغير لون الريش: يصبح الريش باهتًا ومتناثرًا.

التشخيص

يتم تشخيص حمى الببغاء من خلال:

  • التاريخ المرضي للطائر: معرفة الأعراض ومدة ظهورها.
  • الفحص السريري: ملاحظة العلامات السريرية.
  • التحاليل المخبرية: مثل اختبار PCR للكشف عن Chlamydia psittaci.
  • الأشعة السينية: لتقييم الحالة الرئوية للطائر.

العلاج

عند تأكيد الإصابة، يُوصى بالآتي:

  • المضادات الحيوية: مثل Doxycycline لمدة 45 يومًا تحت إشراف الطبيب البيطري.
  • العزل الصحي: عزل الطائر المصاب لتجنب انتقال العدوى.
  • تحسين ظروف التربية: توفير تهوية جيدة ونظافة مستمرة للقفص.

الوقاية

للوقاية من حمى الببغاء، يُنصح بـ:

  • الحفاظ على نظافة الأقفاص: تنظيفها بانتظام وتغيير الفرش.(thesun.co.uk)
  • عزل الطيور الجديدة: لمدة 30 يومًا قبل دمجها مع الطيور الأخرى.
  • استخدام وسائل الحماية الشخصية: عند التعامل مع الطيور أو تنظيف الأقفاص.
  • تجنب شراء طيور من مصادر غير موثوقة: والتأكد من حالتها الصحية قبل الشراء.

حمى الببغاء والإنسان

تُعد حمى الببغاء من الأمراض المشتركة التي تنتقل من الطيور إلى الإنسان. تُسبب أعراضًا تشبه الإنفلونزا، مثل الحمى والسعال وآلام العضلات، وقد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي إذا لم تُعالج. لذا، يجب على مربي الطيور اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع طيورهم، وخاصةً إذا ظهرت عليها أعراض المرض.


المصدر
Merck Veterinary Manual: Avian ChlamydiosisVet Verified: Psittacosis in Pet BirdsThe Spruce Pets: Psittacosis (Parrot Fever) in BirdsCleveland Clinic: Psittacosis

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى