الجمبورو في الدواجن (Gumboro Disease) بين الحقيقة والتهويل: وهل ينتقل للإنسان؟

❓ما هو مرض الجمبورو؟
الجمبورو (Gumboro Disease)، والمعروف علميًا باسم Infectious Bursal Disease (IBD)، هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الدواجن الصغيرة (عمر 3-6 أسابيع غالبًا) 🐥، ويؤثر على عضو مناعي رئيسي يُدعى كيسة او جراب فابريشيا (Bursa of Fabricius)، ما يؤدي إلى تدمير الجهاز المناعي للدواجن ويجعلها عرضة للعديد من الأمراض الأخرى.

🦠 المسبب:
- الفيروس ينتمي إلى عائلة Birnaviridae، جنس Avibirnavirus.
- تم تحديد نمطين مصلين Serotypes للفيروس المسبب لمرض IBD او الجمبورو، الذي يسبب المرض هو serotype-1.
- الفيروس مقاوم للحرارة والمطهرات، مما يصعّب التخلص منه في البيئة.
❝ذكر الدكتور Jack R. Glisson، في كتاب Diseases of Poultry (13th Edition, 2013)، أن فيروس الجمبورو يتمتع بقدرة عالية على مقاومة الظروف البيئية، ويُمكنه البقاء حيًا في العنابر لعدة أشهر.❞
🧬 أنواع العترات (Strains):
- عترة كلاسيكية (Classic strain)
- عترة مفرطة الضراوة (Very virulent – vvIBD)
- عترات معتدلة ومخففة (Intermediate & Mild) – تُستخدم في اللقاحات.
🧫 طرق الانتقال:
- مباشرة: من الطائر المصاب إلى السليم عبر البراز أو الريش.
- غير مباشرة: من خلال الأعلاف، المياه، الأدوات، وحتى العاملين.
- الفيروس مستقر في البيئة لمدة طويلة،
- الفيروس لا يُنقل من الأم إلى الصغار (No vertical transmission).
🐥 الفئة العمرية المستهدفة:
- أكثر الفئات تأثرًا: الكتاكيت من عمر 3 إلى 6 أسابيع.
- الطيور الأكبر سنًا (عمر النضوج الجنسي) تكون أقل تأثرًا بسبب ضمور البرسا او جراب فابريشيا.
🩺 الأعراض الإكلينيكية:
العرض | الوصف |
---|---|
انخفاض الشهية | عزوف الطيور عن الطعام والشراب. |
إسهال أبيض مائي | يظهر مبكرًا مع المرض. |
انتفاش الريش | وضعية الانكماش والعزلة. |
رعشة عضلية | في الحالات الحادة. |
نفوق مفاجئ | قد يصل إلى 40-60% في الحالات غير المحصنة. |

🔬 التشريح المرضي:
- كيسة فابريشيا: متضخمة، بها نقط نزفية أو محتويات كريمية، ثم ضمور لاحق.
- الكلى: متورمة بسبب الجفاف.
- عضلات الصدر والفخذ: بها نزف نقطي.


⚠️ التشخيص:
- بالاعتماد على:
- التاريخ المرضي والسن.
- الأعراض السريرية.
- التشريح.
- الفحوص المخبرية (PCR – ELISA – العزل الفيروسي).
💉 الوقاية:
- التحصين هو أهم وأفضل وسائل الوقاية:
- عبر الفم أو ماء الشرب.
- يُحدد بناءً على جدول الشركة المنتجة وعمر التحصين الأمومي.
- برامج التطهير الصارمة.
- التحكم في حركة الزوار والأدوات.
- تأخير إدخال كتاكيت جديدة حتى تطهير العنبر تمامًا.
❝يقول الدكتور Y.M. Saif في موسوعة أمراض الدواجن: “التحصين ضد الجمبورو يجب أن يُصمم وفقًا لمستوى الأجسام المناعية في الكتكوت الناتج عن التحصين الأمومي (Maternal antibodies).”❞
🧪 بروتوكول التحصين النموذجي:
نوع اللقاح | العمر المقترح | الطريق |
---|---|---|
عترة خفيفة | عمر 10-12 يومًا | في ماء الشرب |
عترة متوسطة أو قوية | عمر 14-18 يومًا | في ماء الشرب |
لقاح ميت | عمر يوم (مع نيوكاسل) | تحت الجلد أو في الفخذ |
💊 العلاج:
- لا يوجد علاج نوعي للفيروس نفسه.
- يُستخدم العلاج الداعم:
- فيتامينات خاصة فيتامين A و E.
- مضادات حيوية لتقليل العدوى الثانوية.
📉 تأثير الجمبورو الاقتصادي:
- خسائر كبيرة نتيجة:
- نفوق مفاجئ.
- ضعف النمو.
- فشل في تحصينات لاحقة (نيوكاسل – إنفلونزا).
- تكاليف تطهير إضافية.
📌 ملاحظات هامة للمربين:
- لا تُكرر التحصين بطريقة خاطئة في وجود أجسام مناعية مرتفعة.
- راقب الحالة المناعية للقطيع بفحص ELISA قبل الجدولة.
- لا تستخدم لقاح الجمبورو الحي إلا بعد التحقق من مستوى الأجسام المناعية الأمومية.
🧬 هل يمكن أن ينتقل الجمبورو من الدواجن إلى الإنسان؟
رغم شدة العدوى التي يسببها فيروس الجمبورو (IBDV) بين الدواجن، إلا أن هذا الفيروس يُعد غير مشترك (Non-zoonotic)، أي أنه لا ينتقل من الطيور إلى الإنسان.
لم تُسجّل حتى الآن أي حالات مؤكدة في السجلات العلمية أو الطبية تُشير إلى إصابة البشر بعدوى الجمبورو، سواءً من خلال التعامل المباشر مع الطيور المصابة أو من خلال استهلاك لحومها.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية للأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة الصحة الحيوانية (WOAH/OIE) أن فيروس IBDV ليس من ضمن الفيروسات ذات الأهمية للصحة العامة.
❝في دراسة نشرها معهد بيربرايت البريطاني عام 2021، تبين أن فيروس IBD لا يمتلك مستقبلات فيروسية تتوافق مع الخلايا البشرية، وبالتالي لا يستطيع إصابة الإنسان بأي شكل من الأشكال.❞
🍗 هل يمكن تناول لحم الدواجن الحاملة للفيروس؟ وهل هو آمن؟
نعم، لحم الدواجن المصابة أو الحاملة لفيروس الجمبورو يمكن أن يكون آمنًا للاستهلاك البشري، بشرطين رئيسيين:
- أن يتم طبخه بشكل جيد، حيث أن الفيروس حساس للحرارة المرتفعه، ودرجات الطهي التقليدية (أكثر من 70 درجة مئوية) كافية لتدميره.
- أن تُذبح الطيور وتُجهز في منشآت خاضعة للرقابة البيطرية، حيث يتم استبعاد الطيور التي تُظهر أعراضًا حادة أو تعفنًا أو نفوقًا بسبب المرض.
لكن من المهم التوضيح أن الطيور المصابة بالجمبورو تكون في الغالب منهكة مناعيًا، ما يُعرضها للإصابة بالبكتيريا الثانوية مثل Salmonella وE. coli، وهنا تكمن الخطورة إن لم يتم الطهو أو النظافة بالشكل المطلوب.
❝يقول الدكتور “إدوارد مورس” في بحث نُشر بمجلة Veterinary Microbiology (2020): “رغم أن فيروس IBDV لا يُشكل خطرًا مباشرًا على الإنسان، إلا أن ضعف المناعة لدى الدواجن المصابة قد يجعلها حاملة لبكتيريا ممرضة أخرى قد تُنقل عبر السلسلة الغذائية إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.”❞
لذا يُنصح دائمًا بـ:
- شراء الدواجن من مصادر موثوقة.
- الاهتمام بسلامة السلسلة الغذائية من المزرعة حتى المائدة.