أعداد الزراف في إزدياد، ومع ذلك فإنهم مازالوا في خطر!

نمو أعداد الزراف بنسبة 20% منذ 2015
في تطور إيجابي للحياة البرية في إفريقيا، زادت أعداد الزراف بنسبة 20% منذ عام 2015، حيث أصبح العدد الإجمالي لهذه الكائنات المذهلة يتجاوز 117,000 زرافة، وفقًا لتقديرات مؤسسة الحفاظ على الزراف (Giraffe Conservation Foundation – GCF). وتظهر البيانات الحديثة أن الأنواع الأربعة من الزراف (الماساي Masai، الشمالي Northern، الجنوبي Southern، والشبكي Reticulated) تشهد زيادة في أعدادها أو على الأقل استقرارًا.

“هذه هي المرة الأولى عبر التاريخ الحديث التي نرى فيها مثل هذا التحسن الملحوظ.”
- ستيفاني فينيسي، مديرة مؤسسة الحفاظ على الزراف
التحديات المستمرة رغم الزيادة في الأعداد
على الرغم من هذه الزيادة المشجعة، لا تزال أعداد الزراف أقل بكثير مقارنة بأعداد الأفيال الإفريقية، التي تفوقها بمعدل 3 إلى 4 أضعاف. ويظل هذا الأمر مصدر قلق للباحثين والعلماء في مجال الحفاظ على الحياة البرية.
أسباب زيادة أعداد الزراف في إفريقيا
تعود هذه الزيادة إلى عدة عوامل رئيسية:
- تحسين طرق الإحصاء: ساعدت التقنيات الحديثة في تقديم تقديرات أكثر دقة لأعداد الزراف.
- تعزيز جهود الحماية: لعبت المؤسسات المعنية بالحفاظ على الحياة البرية دورًا رئيسيًا في تحسين فرص نجاة الزراف.
- التعاون بين الحكومات والمنظمات البيئية: مثلما حدث في النيجر، حيث ارتفع عدد الزراف الغرب إفريقي (وهو نوع فرعي من الزراف الشمالي) من 50 فردًا فقط في القرن الماضي إلى أكثر من 600 زرافة اليوم.
“هذا الارتفاع ناتج عن نمو حقيقي في بعض المناطق، لكنه أيضًا يعكس دقة بيانات الإحصاء الحديثة.”
- جوليان فينيسي، المدير التنفيذي لمؤسسة GCF
التحليل الجيني وأثره على تصنيف الزراف
كان يُعتقد سابقًا أن الزراف ينتمي إلى نوع واحد فقط. لكن الدراسات الجينية الحديثة، التي أجرتها مؤسسة GCF بالتعاون مع مركز سينكنبرج للتنوع البيولوجي وأبحاث المناخ (BiK-F)، كشفت أن هناك أربعة أنواع متميزة من الزراف، بالإضافة إلى عدة أنواع فرعية، مما يساعد في توجيه جهود الحفظ بناءً على احتياجات كل نوع على حدة.
تهديدات لا تزال تواجه الزراف
رغم التحسن في أعداد الزراف، فإن التهديدات التي تواجه هذه الكائنات لا تزال قائمة، وتشمل:
- تدهور الموائل الطبيعية وتجزئتها.
- تغير المناخ وتأثيره على توفر الغذاء والمياه.
- الصيد الجائر الذي يستهدف الزراف لأغراض متعددة.
نظرة مستقبلية
بينما تواجه الزرافة تحديات عديدة، فإن الأخبار الإيجابية المتعلقة بزيادة أعدادها تعطي الأمل في إمكانية الحفاظ عليها للأجيال القادمة. ومع استمرار الجهود البحثية وحملات التوعية، يمكن تعزيز أعداد الزراف بشكل أكبر وحماية موائلها الطبيعية.
يؤكد العلماء أن التركيز يجب ألا يكون فقط على المخاطر، بل أيضًا على النجاحات والإنجازات التي تحققت، مما يسهم في دعم السياسات البيئية والمبادرات المحلية للحفاظ على التنوع البيولوجي في إفريقيا.
معلومة على هامش الموضوع
التصنيف التقليدي للزراف والذي أقره الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) هو أن الزراف نوع واحد (Giraffa camelopardalis) وتسعة أنواع فرعية، هذا التصنيف يعتمد على الشكل العام للزراف ومكان تواجدها.
بينما التصنيف الحديث وهو من أعمال مؤسسة الحفاظ على الزراف (GCF) ، جنبًا إلى جنب مع مركز سينكنبرج للتنوع البيولوجي وأبحاث المناخ (BiK-F) ، بعد عمل تحليل شامل بأخذ عينات الحمض النووي وتحليلها (الجينوم والنووي والميتوكوندريا) لجميع المجموعات الطبيعية الرئيسية في الزرافة من جميع أنحاء أفريقيا، وكشفت هذه الدراسة أن هناك أربعة أنواع متميزة من الزرافة، والعديد من الأنواع الفرعية.
