تربية القطط في الإسلام

القطط في الإسلام: مكانتها وطهارتها وفقًا للشرع الإسلامي
تُعتبر القطط في الإسلام من الحيوانات الطاهرة والمحببة، وقد وردت أحاديث نبوية تدل على جواز اقتنائها وتربيتها. كما أُطلق على أحد الصحابة لقب “أبو هريرة” نظرًا لحبه الشديد للقطط. ويُعد القط من أكثر الحيوانات انتشارًا في بلاد المسلمين، نظرًا لمكانته وطهارته، على عكس الكلاب التي لم يُسمح لها بالدخول إلى المنازل والمساجد.
طهارة القط في الإسلام
اتفق جمهور العلماء والمذاهب الفقهية الأربعة على طهارة القطط، بما في ذلك بدنها وريقها، كما أن الطعام الذي تأكل منه لا يُعتبر نجسًا. وقد وردت عدة أحاديث نبوية تؤكد ذلك، منها:
- حديث أبو قتادة في صحيح مسلم: “أن أبا قتادة دخل على كبشة بنت كعب بن مالك وهي زوجة ابنه، فسكبت له وضوءًا فجاءت هرة لتشرب منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت. قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ فقلت: نعم. فقال: إن رسول الله ﷺ قال: إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين أو الطوافات.”
- حديث أنس بن مالك في صحيح البخاري: “خرج النبي ﷺ إلى أرض بالمدينة يقال لها بطحان، فقال: يا أنس اسكب لي وضوءًا. فسكبت له، فلما قضى حاجته أقبل إلى الإناء، وقد أتى هر فولغ في الإناء، فوقف النبي ﷺ وقفة حتى شرب الهر، ثم توضأ. فذكرت للنبي ﷺ أمر الهر، فقال: يا أنس، إن الهر من متاع البيت، لن يقذر شيئًا ولن ينجسه.”
مكانة القطط في الإسلام
حث الإسلام على الرفق بالحيوان ومنع إيذائه، وتوعّد بالعذاب من يعذب القطط أو يحبسها دون طعام وشراب. وقد جاء في الحديث الشريف:
- حديث عبد الله بن عمر في صحيح مسلم: “عُذِّبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت النار. لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.”
حكم بيع القطط في الإسلام
اختلف الفقهاء حول جواز بيع القطط، فذهب أغلب العلماء إلى جوازه، بينما رأى البعض تحريمه استنادًا إلى الأحاديث التالية:
- حديث جابر بن عبد الله في سنن أبي داود: “نهى رسول الله ﷺ عن ثمن الكلب والسنور.”
- حديث عبد الله بن الزبير في صحيح مسلم: “سألت جابرًا عن ثمن الكلب والسنور، فقال: زجر النبي ﷺ عن ذلك.”

خاتمة
تمثل القطط جزءًا من حياة المسلمين لما لها من مكانة خاصة في الإسلام، وقد أكد الشرع طهارتها وحث على الرفق بها. ومن المهم الالتزام بتعاليم الإسلام في التعامل مع الحيوانات، استنادًا إلى السنة النبوية الشريفة.