هل تعاني الكلاب والقطط من الاكتئاب والقلق؟

هل تخيلت يومًا أن قطك الذي يختبئ في الزاوية لساعات أو كلبك الذي لم يعد يقفز لاستقبالك قد لا يكون “مزاجه سيئًا” فحسب، بل ربما يعاني من اكتئاب أو قلق نفسي؟
الأمر لم يعد مجرد افتراض، بل تؤكده دراسات حديثة في الطب البيطري والسلوك الحيواني: الحيوانات الأليفة تشاركنا المشاعر أكثر مما نظن. فهي ليست مجرد كائنات تتبع غريزتها، بل تمتلك قدرات عاطفية تجعلها عرضة للاضطرابات النفسية عند التعرض للتغيرات أو الصدمات.

ما هو الاكتئاب والقلق عند الحيوانات الأليفة؟

  • الاكتئاب: حالة من الحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة مثل اللعب أو التفاعل مع صاحبها.
  • القلق: شعور بالخوف أو التوتر يظهر غالبًا عند غياب المالك أو وجود محفزات معينة مثل الأصوات العالية أو الغرباء.

وفقًا للجمعية الأمريكية للطب البيطري (AVMA)، يُظهر حوالي 20-25% من الكلاب والقطط التي تزور العيادات البيطرية علامات مرتبطة بالتوتر أو القلق.

أسباب الاكتئاب والقلق عند الكلاب والقطط

  1. فقدان المالك أو رفيق آخر: مثل موت حيوان آخر في المنزل.
  2. تغير البيئة: الانتقال إلى منزل جديد أو تغيير الروتين اليومي.
  3. العزلة وقلة التفاعل: ترك الحيوان وحيدًا لساعات طويلة.
  4. الألم أو الأمراض المزمنة: الألم المستمر قد يدفع الحيوان للحزن والانعزال.
  5. الصدمة: مثل التعرض لحادث أو معاملة قاسية.

العلامات السلوكية للاكتئاب والقلق

  • فقدان الشهية أو الأكل المفرط.
  • النوم المفرط أو الأرق.
  • قلة النشاط أو رفض اللعب.
  • سلوكيات مدمرة (تمزيق الأثاث، خدش الجدران).
  • لعق أو قضم مفرط للجسد (علامة توتر واضحة).
  • التبول أو التبرز في أماكن غير معتادة.

كيف يتم التشخيص؟

  • يبدأ الطبيب البيطري باستبعاد الأمراض العضوية (مثل مشاكل الغدة الدرقية أو الألم المزمن).
  • بعدها، يتم تقييم السلوك بناءً على ملاحظات المالك والتاريخ البيئي للحيوان.
  • في بعض الحالات، قد يُحال الحيوان إلى اختصاصي سلوكيات بيطرية (نتمنى وجود متخصصين منهم بكثرة في بلادنا العربيه).

طرق العلاج والرعاية

  1. التفاعل والتمارين اليومية: اللعب والمشي يقللان التوتر.
  2. توفير بيئة محفزة: ألعاب ذكية، أماكن للاختباء للقطط، ومساحات مفتوحة للكلاب.
  3. العلاج السلوكي: تدريبات على التكيف مع المواقف المثيرة للقلق (مثل تدريب الانفصال).
  4. العلاج الدوائي: أحيانًا يصف الأطباء مضادات اكتئاب أو أدوية مضادة للقلق، مثل fluoxetine، تحت إشراف بيطري دقيق.
  5. العلاج بالموسيقى والروائح: ثبت أن الموسيقى الهادئة والفرمونات الاصطناعية تساعد على تهدئة الحيوانات.

بين العلم والمشاعر: هل تشعر الحيوانات مثلنا؟

الدراسات الحديثة في علم الأعصاب أثبتت أن دماغ الكلاب والقطط يحتوي على مناطق مشابهة لتلك المرتبطة بالعاطفة عند البشر. كما أن إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين (هرمون الحب) عند تفاعلها معنا دليل قوي على وجود روابط عاطفية حقيقية.

إن الاعتراف بأن الكلاب والقطط قد تعاني من اضطرابات نفسية حقيقية يغير نظرتنا لها: لم تعد مجرد “حيوانات أليفة”، بل شركاء عاطفيون يحتاجون إلى الرعاية النفسية كما يحتاجون إلى الغذاء والدواء.
فإذا لاحظت على قطك أو كلبك تغيرًا في السلوك أو فقدانًا للحيوية، فلا تتجاهل الأمر، فقد يكون صرخة صامتة من قلب صغير يبحث عن الدعم والحنان.


المصدر
Royal Society for the Prevention of Cruelty to Animals (RSPCA) – Separation anxiety in dogsAmerican Veterinary Medical Association (AVMA) – Back-to-work pet anxiety

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى