داء الخُناق في الخيول (Strangles): العدو الخفي في إسطبلات الخيل

يُعتبر داء الخُناق (Strangles) من أقدم وأخطر الأمراض المعدية في الخيول، ويُسبب قلقًا كبيرًا لمربي الخيول حول العالم. يصيب هذا المرض الجهاز التنفسي العلوي، وهو شديد العدوى، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال لم يُعالج بشكل سريع. ورغم أن المغص يُعدّ المرض الأشهر في الخيول، فإن الخُناق لا يقل أهمية عنه من حيث الأثر والانتشار.


المُسبب: البكتيريا الخبيثة Streptococcus equi

المُسبب الرئيسي لداء الخُناق هو بكتيريا تُدعى Streptococcus equi subsp. equi، وهي بكتيريا موجبة الجرام تنتمي لعائلة Streptococcaceae، وتصيب الجهاز التنفسي العلوي وخاصة الغدد اللمفاوية تحت الفك والبلعوم.


طرق العدوى وانتقال المرض

ينتقل المرض بسهولة بين الخيول من خلال:

  • الاحتكاك المباشر بين الخيول.
  • الأدوات الملوثة (السواري، المشارب، معالف الطعام).
  • الماء والطعام إذا تلوثوا بإفرازات الحصان المصاب.
  • الخيول الحاملة للبكتيريا دون أعراض.

وتكمن خطورته في أن بعض الخيول تظل ناقلة للعدوى لمدة طويلة بعد الشفاء.


الأعراض السريرية

  • ارتفاع في درجة الحرارة (حتى 41 مئوية)
  • ضعف عام وامتناع عن الأكل
  • سعال وسيلان أنفي قيحي
  • تورم مؤلم في الغدد اللمفاوية تحت الفك السفلي
  • قد تتقيّح الغدد وتتفتح خارجيًا مطلقة صديدًا كثيفًا
  • صعوبة في البلع والتنفس
  • في الحالات الشديدة: اختناق وضيق تنفّس
تورم مؤلم في الغدد اللمفاوية تحت الفك السفلي

المضاعفات الخطيرة

  • خُناق خبيث (Bastard Strangles): انتشار العدوى إلى أعضاء داخلية كالكبد، الرئة، والطحال.
  • الكلية المناعية: تفاعل مناعي بعد الإصابة قد يؤدي إلى التهابات في الكلى أو الجلد.
  • حالة “الحصان الناقل”: خيول تتعافى ظاهريًا لكنها تظل حاملة للبكتيريا في الجيوب الأنفية أو البلعومية لفترات قد تتجاوز 6 أشهر.

التشخيص

  • الفحص الإكلينيكي لتضخم الغدد والأعراض.
  • مسحة أنفية أو بلعومية وتحليلها مخبريًا (عزل البكتيريا).
  • اختبار PCR حديث للكشف السريع عن البكتيريا.
  • مزرعة بكتيرية على بيئة الدم.

العلاج

  • في الحالات البسيطة:
    • رعاية داعمة (راحة – تغذية جيدة – معالجة الحرارة).
    • كمادات دافئة لتسريع فتح الغدد المتقيحة.
  • في الحالات الحادة أو المعمّمة:
    • مضادات حيوية (توصف عن طريق طبيب بيطري معالج).
    • علاج داعم من مضادات الالتهاب ومضادات السموم البكتيرية.

ملاحظة: استخدام المضادات الحيوية في المراحل المتأخرة قد يؤخر فتح الخراجات.


الوقاية والتحصين

  • العزل الفوري لأي حصان تظهر عليه الأعراض.
  • تعقيم أدوات الشرب والطعام بانتظام.
  • عدم إدخال خيول جديدة دون حجر صحي مسبق (3 أسابيع على الأقل).
  • يوجد لقاح حيّ مضعف يؤخذ عن طريق الأنف، يوفّر حماية نسبية.
  • فحص دوري للجيوب الأنفية للخيول الناقلة.

أهمية داء الخناق في إدارة المزارع

  • يمكن أن يتسبب في إغلاق المزارع وإلغاء السباقات إذا ظهر الوباء.
  • يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة بسبب فترات العزل والعلاج والنفوق.
  • يتطلب خطة طوارئ بيطرية محكمة ووعيًا شديدًا بين العاملين.

داء الخناق مرض شديد العدوى وذو خطورة عالية على صحة الخيول وعلى نشاطاتها الرياضية والإنتاجية. الوقاية من خلال الحجر الصحي، النظافة، والفحوصات الدورية هي الأساس في الحماية من هذا العدو الصامت. وكما هو الحال مع جميع الأمراض المعدية، الاكتشاف المبكر والتدخل العلاجي السريع يمكن أن يقلّلا من الآثار الكارثية لهذا المرض على إسطبلات الخيول.


المصدر
Foundation Equine clinic - StranglesMSD - Strangles

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى