السومار (Pododermatitis) في الجوارح: المرض الصامت الذي يهدد أقدام الصقور
إذا كنت من هواة تربية الجوارح أو من المتخصصين في طب الطيور، فلا بد أنك سمعت يومًا عن “السومار” أو “Bumblefoot” – ذاك المرض الصامت الذي يبدأ بإصابة بسيطة في القدم، وينتهي – إن أُهمل – بعجز دائم وربما الموت. الجوارح، خصوصًا الصقور، النسور، البوم، تعتمد على أقدامها في الصيد والاتزان والنجاة. وأي خلل في صحة القدم قد يكون كارثيًا.
ما هو السومار أو Pododermatitis؟
السومار هو التهاب يُصيب وسادة قدم الطائر (خاصة الجارح)، ينتج عن ضغط زائد، سوء النظافة، أو إصابات دقيقة متكررة، ويتطور على مراحل تبدأ من احمرار بسيط حتى تصل إلى خراجات عميقة أو تآكل الأنسجة.
أنواع السومار بحسب الخطورة:
- الدرجة الأولى (بسيطة): احمرار وتورم طفيف في الجلد.
- الدرجة الثانية (متوسطة): تشقق الجلد، مع بداية تكون قيح أو قشور.
- الدرجة الثالثة (شديدة): خراجات صديدية، تآكل في الأنسجة، صعوبة في الوقوف.
- الدرجة الرابعة (حرجة): وصول الالتهاب إلى الأوتار والعظام، وقد يؤدي إلى بتر الإصبع أو الموت.
أسباب الإصابة:
- الوقوف لفترات طويلة على مجثم غير مناسب (حاد أو صلب جدًا).
- زيادة الوزن والسمنة.
- نقص التمارين بسبب الحبس الدائم في الأقفاص.
- سوء النظافة، خاصة تلوث المجاثم بالبراز.
- نقص في التغذية المتوازنة، خصوصًا فيتامين A والزنك.
- إصابات غير معالجة أو تقليم أظافر غير سليم.
الأعراض الظاهرة:
- تورم أو انتفاخ في القدم.
- تقشر أو تلون داكن في الجلد.
- وجود عقدة صلبة أو قيح.
- عرج أو رفض الطائر الوقوف على قدمه.
- تغير في سلوك الطائر (خمول، قلة صيد، عدوانية).
الأنواع الأكثر عرضة للإصابة:
- الصقور المستخدمة في الصيد والتي تقف لفترات طويلة على المجثم.
- الطيور الأسيرة التي لا تتحرك كثيرًا.
- النسور ذات الأوزان الثقيلة.
- البوم بسبب طبيعة أقدامها الحساسة.
طرق التشخيص:
- الفحص اليدوي للقدم.
- الأشعة السينية في الحالات المتقدمة لرؤية مدى التآكل.
- زرع بكتيري لمعرفة نوع الميكروب المسبب، وغالبًا ما تكون:
- Staphylococcus aureus
- E. coli
- Pseudomonas
العلاج:
1. الدرجات الخفيفة:
- تغيير المجثم إلى مجثم ناعم وملائم.
- تحسين النظافة.
- مراهم موضعية مضادة للبكتيريا (تكتب بواسطة طبيب بيطري متخصص).
- استخدام مضادات التهاب غير ستيرويدية.
2. الدرجات المتوسطة والشديدة:
- فتح الخراج وتنظيفه جراحيًا من قِبل طبيب بيطري متخصص.
- مضادات حيوية جهازية بناءً على نتيجة الزرع (مثل إنروفلوكساسين، أو أموكسيسيلين-كلافولانيك).
- ضمادات طبية خاصة وتغييرها باستمرار.
- في بعض الحالات، علاج بالليزر أو الجراحة العظمية.
الوقاية خير من العلاج:
- مجثم مناسب من حيث الخامة والشكل (مطاطي أو خشن قليلاً لكن ناعم على القدم).
- التنظيف اليومي للأقفاص والمجاثم.
- تقليم دوري للأظافر لتجنب الجروح العرضية.
- تغذية متوازنة تحتوي على فيتامين A والزنك.
- توفير وقت للطيران أو الحركة.
السومار ليس مجرد “التهاب قدم”، بل مرض قد يسلب الجارح أهم أدواته في الحياة: أقدامه. إهماله قد يعني نهاية الطائر. لكن الخبر السار أن الوقاية منه سهلة، وعلاجه ممكن في حال التدخل المبكر. إن الاعتناء بصحة قدم الجوارح ليس رفاهية، بل واجب أخلاقي وشرعي يحفظ حياة مخلوق كريم ذكره الله في كتابه الكريم:
“وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا” [هود: 6].
